صافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
صافي

صافي يقدم لكم ما هوا افضل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 انحراف الناس عن دعوة الإسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
small-hacker
Admin
Admin
small-hacker


عدد الرسائل : 417
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 02/06/2007

انحراف الناس عن دعوة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: انحراف الناس عن دعوة الإسلام   انحراف الناس عن دعوة الإسلام Icon_minitimeالخميس يونيو 14, 2007 12:43 am

بسم الله الرحمن الرحيم
انحراف الناس عن دعوة الإسلام
ألا تعجب معي أخي المسلم على كثرة العجب والتعجب؟!

<LI>من كثرة الأسماء، فالتسمي أمر سهل لا يكلف سوى تركيب بعض الحروف أو الكلمات!

<LI>من كثرة الألقاب، والاتصاف –زورا- بما يحلو ويجمل من الأخلاق والصفات!

<LI>من كثرة المسميات لاسم واحد، أو مسمّى واحد والأسماء مختلفة!

<LI>من كثرة الأهداف المُدَّعاة، فمنها ما هو ظاهر ومنها ما هو باطن!
ولم يتوقف الأمر على ما ذكر، فكل يوم يطرق الأسماع اسم جديد ينسينا القديم ، وكل يوم تقرأ العيون عن
مسمى أو لقب يحمل هدفا، ولعله هدف موهوم.
فنشأ عما سبق اللبس في كثير من الحقائق، وقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ
وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة 42)
وحصل الاشتباه في كثير من أمور الدين، ورد في صحيح مسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ:
«إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ
لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِى الْحَرَامِ، كَالرَّاعِى يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ
وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا
فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ».
فَتَاهَ الناسُ عن الحق والحقيقة، وضل أكثرهم عن دين الإسلام؛ دين محمد صلى الله عليه وسلم، فتسمع هذا
السؤال يتكرر: نتبع من؟؟ ما هذا الاختلاف؟؟ لم لا تتفقون أيها الدعاة؟؟
ففي الآونة الأخيرة؛ ظهر فئات من الناس؛ جماعاتٍ ووحدانا، وزرافات وشبانا، أهدافهم الظاهرة:

<LI>تحكيم الشريعة.

<LI>ونصرة الدين والمنهج.

<LI>ونصرة المظلومين والمضطهدين من المسلمين.

<LI>واسترداد الأراضي المستلبة.

<LI>وحماية الأعراض المنتهكة.

<LI>وإغاثة الملهوفين من اليتامى والأرامل، والمساكين والضعفاء والمهجَّرين.
فهل تحقق واحد من هذه الأهداف الظاهرة؟؟ !!
هل تحقق تحكيم الشريعة، أو نصرة المنهج، أو استرداد الأراضي............. أ ما النتائج فلم يفكّر فيها أصحاب الأسماء والمسميات، ولا أرباب الألقاب والأهداف.
فهل يعلم أصحاب الأسماء والمسميات؛ أن أعمالهم سببت للأمة المزيد من النكبات والويلات؟؟!!
وهل يعلم أرباب الألقاب والصفات؛ أن ما يقومون به كشَف القناع عمن كان لا يجرؤ أن يكيد للإسلام وأهله
إلا خفية، فجعلوهم وبشراسة يكيدون جهرة وعلانية؟!
فانتشر القتل بالعشرات يوميا في مشارق الأرض ومغاربها، وانتهكت أعراض الحرائر العفيفات، وازداد عدد
الثكالى والأرامل، وتضاعف عدد اليتامى والمساكين والمشردين، هذا بالإضافة إلى الأعداد الهائلة من
المعوقين ذوي الأطراف المبتورة، والصور المشوهة.
فمن كان السبب في هذه الزيادة وتلك المضاعفة؟
إنهم أصحاب الأسماء والمسميات، إنهم أرباب الألقاب وذوي الأهداف ... النبيلة!!! و ...النوايا الحسنة!!!
ولكن ...ولكنّ الأعمال فاسدة!!! لأنها مخالفة لشريعة الرحمن، ومخالفة لسيرة خير الأنام، محمدٍ عليه الصلاة
والسلام، الرحمة المهداة للعالمين كافة.
فأين الرحمة فيما يحدث للمسلمين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟؟
هل في القتل والتشريد رحمة؟
هل في الأفكار الهدامة والاعتقادات الباطلة رحمة؟
هل في انتشار البدع والخزعبلات رحمة؟
هل في الاختلاف والخروج على أولياء الأمور والعلماء رحمة؟
هل في الاقتتال الداخلي من أجل الأسماء والمسميات رحمة؟
هل في الفتن الطائفية والحزبية والعائلية رحمة بالمسلمين؟؟
الجواب واضح،
لا رحمة إلا في شرع الله جل جلاله،
ولا رحمة إلا في اتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولا رحمة إلا في منهج من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية من القرون المفضلة؛ السلفِ
الصالح من الصحابة رضي الله تعالى عنهم والتابعين وتابعيهم.
عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ -رضى الله عنهما- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
«خَيْرُكُمْ قَرْنِى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ».
قَالَ عِمْرَانُ: فَمَا أَدْرِى قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ قَوْلِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا.
«ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ
السِّمَنُ» متفق عليه
وفي صحيح مسلم عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ عَلِىٌّ رضي الله عنه:
إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ
يَقُلْ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ:
«سَيَخْرُجُ فِى آخِرِ الزَّمَانِ؛ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ
لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ؛ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِى قَتْلِهِمْ
أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». مسند أبي يعلى
ولا يغرنكم القراءة والتلاوة، وكثرة العبادة حتى يعرض على منهج السلف الصالح
عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلافٌ، وَفُرْقَةٌ يُحْسِنُونَ الْقَوْلَ وَيُسِيئُونَ الْعَمَلَ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَحْقِرُ
أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ، وَصَوْمَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ، يَدْعُونَ
إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ، مَنْ قَتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا سِيمَاهُمْ؟
قَالَ:
"التَّحْلِيقُ".
فالنية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد.
إن تحرير العباد والبلاد؛ لا يبدأ بالقتال والجلاد، ولا بتكوين فرق وجماعات؛ بالدين جاهلة، ولتوحيد الله
معاندة، ولعلماء الأمة وأولياء أمورهم معارضة!
فالبدء لا بد أن يكون مما بدأ به الأنبياء والمرسلون، عليهم صلوات ربي وسلامه؛ عبادة الله وحده، لا شريك
له في أرضه ولا في سمائه وعليائه، واحد في صفاته وأسمائه، واحد في ألوهيته وربوبيته، فالتوحيد أولا،
والتوحيد آخرا، والتوحيد فيما بين ذلك.
وهذا نداء عام من الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة (21)
وقال سبحانه:
{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى
وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}
النساء (36)
وهؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يبدؤون دعوتهم بالتوحيد، لا بالقتال واستفزاز الكفار على المؤمنين.
فهذا نبي الله نوح عليه السلام عاش في قومه عمرا يدعوهم إلى توحيد الله جل جلاله:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
الأعراف (59)
وهذا هود عليه السلام كذلك:
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} الأعراف (65)
وصالح عليه السلام كذلك:
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ
لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} الأعراف (73)
وشعيب عليه السلام كذلك:
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ
وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
الأعراف (85)
وأبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام:
{وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} العنكبوت(16)
وهكذا كل الأمم جاءتهم رسلهم بعبادة الله وحده لا شريك له:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ
الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل (36)
ثم أيها الناس إن رفضتم توحيد الله، وأبيتم عبادته:
{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ
الْمُبِينُ} الزمر (15)
<LI>*****
إن فريقا من خيرة شباب هذه الأمة، استعجلوا الثمرة قبل نضجها، فتزببوا قبل أن يتحصرموا، ولم يسيروا
على هدي من سبقهم؛ من النبيين والمرسلين، ومن أتباعهم السلف الصالحين، ولم يقدموا علم التوحيد
والدين والشريعة؛ على الفعل والعمل، فعملوا على غير سبيلٍ أو هدى، وساروا على غير منهج صحيح أو
رأي رجيح.
فانظروا ماذا جنوا، وانظروا ماذا حصدوا، فلا أرضا أبقوا، ولا هدفا بلغوا، ولا نصرا حققوا، ولا دعوة
نصروا، ولا ولي أمر أطاعوا، ولا إلى عالم ناصح جلسوا فتعلموا، ولا داعيا إلى الله تعالى مخلصا تركوا،
ولا إلى الأمة نصحوا، ولا إلى المسلمين نفعوا أو خيرا قدموا!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!!
أيها الشباب! انظروا وتعلموا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث شباب الأمة، من الصحابة رضي
الله عنهم، دعاة يعلمون الناس، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضى الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا
بَعَثَ مُعَاذًا -رضى الله عنه- عَلَى الْيَمَنِ قَالَ:
«إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ؛ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ
فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهُمْ زَكَاةً {تُؤْخَذُ} مِنْ
أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ». متفق عليه
بهذا التدرج كان فعل النبي والصحابة، ولا يقفزون قفزات يقعون ويوقعون الأمة على أم رأسها.
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ؛ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا
مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِى مِنَ النَّارِ. قَالَ:
«لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ،
وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ». ثُمَّ قَالَ:
«أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ! الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ
جَوْفِ اللَّيْلِ». قَالَ: ثُمَّ تَلاَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ *
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السجدة(16، 17) ثُمَّ قَالَ:
«أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟!» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ:
«رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ». ثُمَّ قَالَ:
«أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟!». قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ! قَالَ: فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، قَالَ:
«كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا». فَقُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟! فَقَالَ:
«ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ!! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟؟». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. (صحيح بمجموع طرقه) انظر السلسلة الصحيحة رقم (1122)
إن الدولة والخلافة لا يسعى إليها لذاتها، ثم من بعد ذلك نوحد الله ونعمل الصالحات، ونقيم الحدود (بجرَّةِ
قلمٍ، كما يقال).
وإن التمكين للدين لا يكون بالتفرق والتشرذم، ولا بالاعتقادات الباطلة، ولا بالابتداع والأفكار المخالفة
للوحيين.
إن البدء بالتفكير في الخلافة الإسلامية، والسعي بالقتال لإقامتها؛ لهو عكس المطلوب شرعا، فالمطلوب
المشروع هو التوحيد والعمل الصالح، والخلافة والدولة والتمكين ما هو إلا منة من الله ووعد منه، للعابدين
الموحدين العاملين الصالحات، قال سبحانه:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور (55)
إيمان وعمل صالح، عبادة وإخلاص، تكون الخلافة، ويكون التمكين والأمن.
ولا ينال ذلك إلا بالعلم النقي الصافي من الوحيين، ومنهج خير القرون، والتتلمذ على أيدي العلماء الربانيين
العالمين، لا الطعن فيهم، والتحذير منهم، والتشهير بهم، والخروج عليهم.
هذا هو الطريق السليم، والصراط المستقيم، قال سبحانه:
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
الأنعام (153)
فنسال الله السلامة من الفتن، ما ظهر منها وما بطن،
ونعوذ بالله من الزيغ والزلل، والإحن والمحن.
والحمد لله رب العالمين </LI>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://nabalinet.own0.com
الجنرال

الجنرال


عدد الرسائل : 91
تاريخ التسجيل : 10/06/2007

انحراف الناس عن دعوة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: انحراف الناس عن دعوة الإسلام   انحراف الناس عن دعوة الإسلام Icon_minitimeالجمعة يونيو 15, 2007 10:11 am

مشكور موضوع حلوة الى الامام ومنك نستفيد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com
 
انحراف الناس عن دعوة الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صافي :: منتدى الساحة الاسلاميه-
انتقل الى: