عدد الرسائل : 45 العمر : 35 Localisation : الماصيون/رام الله تاريخ التسجيل : 02/06/2007
موضوع: الحب بعد الستين الجمعة يونيو 29, 2007 1:19 pm
لاتهمشي وجود زوجك لتقاعده.. ولاتنسي أنه خطيبك القديم الذي همت به حبا، إنه يحتاج اليوم لمزيد من الحب. وتذكري أن المرأة تشيخ قبل الرجل.. وسن الستين بالنسبة للرجل كما جاء في دراسة هي السن الانفلاتي.
فالحقيقة أن المرأة يغيب عن تفكيرها أن زوجها المتقاعد يمر بأخطر فترة وهي السن الذي قد يمارس فيه مراهقته المتأخرة ويبدأ في سرد حياته أمام عينيه للبحث عما لم يفعله بعد مضي قطار العمر في كفاح, فلو كانت الزوجة حملا ثقيلا طوال حياته الماضية فسرعان ما يلقي به ليفيق الي نفسه ويحيا ما بقي من عمره في سعادة, وإذا كان المتقاعد من أصحاب المسؤوليات والمناصب الكبيرة الذي شغلته عن نفسه فقد يراوده الإحساس بأنه في شهر العسل كما يؤكد علماء النفس فيجد نفسه مدفوعا إلي من يغدق له الحب والحنان المفقود داخل جدران بيته الذي تتولي فيه الزوجة الدور المهم في جذبه أو انفلاته, وهذا لايعني أن كل المتقاعدين يعانون ذلك فهناك الود والتراحم بين زوجين منذ بداية الحياة وهو أساس التوافق الزواجي حيث تكون الزوجة حنونا عطوفا، مقدرة لزوجها الذي بدأ حياته معها منذ وضع دبلته في اصبعها وحتي تقاعده ليتعاظم دور المرأة في تلك المرحلة عندما تشعر زوجها بأهميته ودوره في حياتها وحياة أبنائها فالرأي الأول له وليس لها ولا أوامر أو هيمنة لرفيق الحياة وعليها تذكر ان الدور القادم عليها وما تقدمه ستجده حين تتقاعد أو تمرض.. فالعديد من الأزمات تمر علي الأسرة مثل مرض الزوج أو الزوجة أو التعرض لفقد مال أو عمل وهي مشكلات توضح قوة الرباط الأسري وإذا توفر الحب والتراحم جاء سن التقاعد بسلام دون أي مشكلات. الأسرة الممتدة وذكرت الدراسة أن الزوجة عليها الإحساس بما يعانيه زوجها نفسيا لتقاعده فلا تمنحه الكآبة وترقب لحظة الموت بل تشمله بالحب وتدفعه للأسرة الممتدة والتي تعني الاخوات والعمات والخالات وزيارتهم وودهم ليشعر بالونس الذي افتقده خلال سنوات عمله، وتقترح عليه مشاركة الأصدقاء المماثلين له في السن في النادي أو الجمعيات الأهلية لتدعيم دوره وإحساسه بأنه موجود كما أن خبرته الكبيرة قد تفيد الاخرين فهو المواطن المميز كما يسمي في علم النفس لأنه اكمل دورة حياته وينتظر رد الجميل بالتقدير والاحترام.. فلو قهره التقاعد أو ضعف فسرعان ما يبحث خارج منزله عن الحب وهناك متقاعدون في أتم صحة نتيجة لارتفاع الوعي والرعاية الصحية اليوم مما يؤهلهم بأموالهم أيضا للزواج ثانية. الحصار والإذلال ** وحول دور المرأة في نفسية زوجها المتقاعد فأن كل انسان مهما بلغ عمره يريد ان يكون مهما ومرغوبا والرجل في مرحلة التقاعد يحتاج ان تغدق الزوجة عليه بالحب بل تخطب وده حتي لو ثارت أعصابه بلا حق فالزوجة الراغبة في دفع مسيرة حياتها هي القادرة علي تغيير حياة زوجها كلية في مرحلة تقاعده فلا يليق ان تصفي حساباتها القديمة معه وتعمل علي اذلاله وإهماله فالمعروف ان تدفق الحب يتوقف في مراحل سنية محددة لكن يبقي الود والتراحم والعشرة الطيبة.. وكثير من الرجال لايظهرون متاعبهم أو مشاكلهم النفسية نتيجة وجود خلل اجتماعي في الأسرة فيمكث الرجل سنوات طوال تعيسا في بيته دون ان يعلن لزوجته ذلك لكن سرعان ما يحدث له انتفاضة كبيرة حين يؤدي دوره تجاه أبنائه الذين تزوجوا ويبدأ في الفرار من سن الستين بعد ان بقي مكتوفا يتوخي الكمال في ما يفعله حتي لايري فيه أحد أي هنات وعند خلاصه من مسئولياته فيبدأ في البحث عن نفسه واشباعها بالحب والحنان مما يؤثر علي الزوجة التي نسيت في عمرها الطويل معه انها زرعت أشواكا, فلا حق لها في الألم. كما ان السن تتقدم بالانسان نحو الشيخوخة التي يجب الاعداد والتأهيل لها سواء للرجل أو المرأة ومرحلة سن الستين بالنسبة للرجل قد تمنحه الانطلاق لمواصلة دوره من خلال عمل جديد يستفاد فيه من خبراته وعلمه لكن المرأة حين تصل للستين تصاب بكثير من الأمراض نتيجة للحمل والولادة وكثرة الأعباء ولاتمارس أي دور بعد تقاعدها الا البكاء علي ما كان وانصراف الزوج والابناء عنها بحياتهم مما يشعرها بالوحدة والاكتئاب وعليها ان تعد نفسها لذلك بالاشتراك في المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الأهلية لرعاية الأيتام والمسنين والمعوقين ليكون لها دور متواصل والرجل المتقاعد قد يجد تسلية وقته مع الأصدقاء وإشباع ذاته بالتجمعات أو الرحلات وليكن ذكاء المرأة في المقدمة حين تبدي رغبتها في خلع قناع الكآبة العمرية ومشاركة زوجها في تحركاته دون حصار من أجل تجديد حياتها.